نجمتي المتوهجة

نجمتي المتوهجة

Translate

الجمعة، 22 مايو 2015

التشويش الدماغي


هناك شيء ما يسمى بـ " التشويش الدماغي" هذا الشيء يؤثر على المخ ، المخ الذي لا نستغنى عنه في حياتنا ، حتى إننا أحيانا نواجه صعوبة في التمييز بينه وبين القلب ، سمعت مقتطفات هنا وهناك بخصوص لبس بين المخ والقلب والعقل ، كأن يكون الإنتاج الفكري الذي نحسب أنه من قلوبنا هو في الحقيقة من عقولنا وأدمغتنا أو العكس نسيت بالضبط وأعتقد أنني أود العودة لإلقاء نظرة على هذا الموضوع ، لأنني حقا في حاجة إلى ذلك ، لعملية التنشيط المخية الدورية أو كشط ما يسمي بالتشويش ، هذا العدو اللعين والضيف الغير مرغوب به ، كأن تظل أيام طويلة تنتظر يوما فارغا لتنشغل فيه باهتماماتك وتحقق بعض الرغبات أو الأعمال فيتحقق لك هذا اليوم أخيرا وتغتنم الفرصة بالفعل ولكن الكارثة أن في إحدى الأيام التي يتحقق فيها " الفراغ الذي يسمح لنا بممارسة أعمالنا التي نتوق لمزاولتها وبشدة " وفي ذلك اليوم ذاته نجدنا عاجزين تماما عن المواصلة أو البدء أصلا ، حتى أننا نجلس في تيه نتفكر ، وليته يكون تفكر مثمر ، فنرقب الساعة والوقت يضيع وتحين ساعة اللوم والتأنيب ، ونصف ذواتنا بتضييع الفرص والكسل الغير مقبول ولكننا ندرك أن هذا الوصف غير صائب دائما لماذا ؟ لأننا سبق و أنجزنا الكثير في أيام شبيهة أخرى ، ولكن ما بالنا في هذا اليوم خارت قوانا ؟ الإجابة والتحليل المنطقي والاكتشاف العملي الفعلي السليم هو هجوم الضيف الغير مرغوب فيه وهو حالة التشويش الدماغي عدوتنا اللدودة و غريمتنا  القاسية ، هذه الحالة وكغيرها من الحالات بعد أن نكتشفها يفترض بنا أن ننتقل إلى مرحلة البحث عن العلاج ، ولأنها حالة من الحالات الاستثنائية فإنني اعتقد أن علاجها استثنائي كذلك ، إنه أكثر صعوبة من مجرد احتساء شيء ما لننتقل من وضع الإصابة إلى وضع التحسن ، هذه الحالة تحتاج طريقة تتطلب قوة داخلية أكبر بكثير ، إنها طريقة الرؤية والتعمق الروحي أو الروحاني أو لا فرق حقا فكله ينحدر من المنبع ذاته ، نبع الروح وأسرارها الكثيرة ، ماذا نعلم عن الروح ؟ ماهي الروح ؟  { قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا }، جواب صريح مقتبس من القرآن الكريم وهو إشارة واضحة إلى الأسرار الكثيرة التي تحيط بهذا الشيء المسمى بـ " الروح " والذي يندرج تحتها كل شيء يتعلق بنا ، أجل كل شيء ، قلبي ودماغي ومخي الممتلئ  الحبيب كذلك نفسي الغامضة الشريرة المتسامحة العدوانية الطيبة  نفسي التي لا أعرفها التي أحيانا أتعاطف معها وأحيانا أكرهها ولكنني لا أنفي أبدا حذري منها ، فهي غير مضمونة وعلي أبدا ألا أضعف أمام من أحب كائنا من كان ومواجهة النفس هو أقوى وأفضل درس في صمودنا وعدم استسلامنا وخضوعنا لمن نحبهم ، أنا أحبك أجل ، ولكنني لن أخضع لك ، كم يكون الحب جميلا عندما يكون على هذا النحو ، مذهلا ومثيرا ، ولا نهائيا أيضا ، كل أنواع الحب تتشابه فكلها تنبع من العاطفة ، أعتقد أنني وجدت وصفا أو تخيلا أو تحليلا لكل أنواع الحب التي تزهر في قلوبنا الرقيقة منها أو القاسية ، سواء من باب الأنانية أو الشفقة أو حب التملك أو إثبات النفس ، أو المباهاة ، أو العطاء ، أو تلبية رغبات النفس أو غيرها ، ولكن هناك صنف واحد يعصف روحي بشدة ، روحي ونفسي وقلبي ومخي الحبيب ودماغي وعيناي وجوارحي ، ذاك الحب الذي ينبعث من قوى الروح النقية ، الروح الصافية ، روح خالصة ، روح متجردة ،روح بمعني روح فقط ، أي روح محضة ، ذاك الحب الذي نسميه إلهيا أو سماويا أو قدسيا أي من تلك التسميات المهم اشتراكها في سموها ورفعتها عن  نوع من بواعث الحب الأرضية أو الدنيوية ، ما سر حبي الكبير لله الذي أعبده ؟ سر حبي لسيدي محمد ؟ وحبي لأنبياء بني إسرائيل ؟ إنه نوع مختلف من الحب ، نوع سامي جدا ، صافي جدا ، نقي جدا ، شفاف جدا ، يصعب وصفه جدا ، وكأن الروح تغوص وتغوص وتحذرك من التلاشي لو حاولت عصرها وأنت تجبرها بالبوح بسر هذا الشعور الجميل ، حتى عندما نقول عنها جميل ، ذاك النور الذي ينبعث من هذا الجمال يغشي اعيننا مما يجعلنا لا نقدر على رؤية ذاك الجمال مباشرة ، ربما طاقته تلك كانت أقوى من أن تتحملها جوارحنا بقواها الأرضية ، كنت اتحدث عن علاج التشويش الدماغي ، لقد انتهيت منه ، هذا هو العلاج