نجمتي المتوهجة

نجمتي المتوهجة

Translate

السبت، 4 يوليو 2015

إلا هو


لكل شيء درجات ومراتب ، والنفس ، أعتقد بمقدورها اكتشاف خبايا كثيرة ، وحقائق ، لا يهم النفس التي تطير نحو سعادتها واطمئنانها ، لا يهمها أبدا ما يقوله ويعتقده غيرها من الأنفس البشرية ، بل أحيانا ، عندما نصل إلى مرتبة عالية من السكينة والصفاء نشعر وبوضوح بالاضطراب واللا منطقية الذي يتفوه به البعض ، أو ربما يعتقده ، فنشعر بطاقة سلبية ، وضيق في النفس ، وشعور من الشفقة تجاههم ، سؤال يتكرر ، لماذا المؤمنون يتصرفون بهذا الغرور ؟ يرون بأنهم قد تعلقو بذروة الحقيقة ، حسنا إنه ليس غرور ، في الحقيقة انها السكينة والاطمئنان ، إنها الثقة ، وتلك المشاعر المستفيضة من المحبة والرحمة ، من يقف في الجانب الآخر لن يكون هادئا الآن ، سينفعل ولو داخليا ، سيغضب ، ربما يقول عنك انك مخدوع ، أو أحمق ، أو ربما تعطي صفات غير حقيقية لما تؤمن به ، ولكن كل ذلك ليس إلا مضيعة للوقت ، سواء أعجب هذا المعترضين أم لا ، نحن نستمر ، الروح تظل مضيئة ، الاحساس بالحب والرحمة ، الإيمان ، السكينة التي تحوي النفس ، تظل مستمرة، إن الإيمان هو المهمة الأصعب في هذا الكون ، وللتفكير في الأمر نصل إلى أن ، الإيمان يجعل منك إنسانا ! أجل اعرف أنت إنسان في كل الحالات ولكنه يثبت ذات وكيانك الإنساني ، أن تبحث وتصل للحقيقة بدون تأثير بشري يتسلط عليك ويعز عليك تجاوزه ، أن تضرب بما تتلقفه ألسنة عامة الناس عرض الحائط وتمضي حيث السكينة ، بهدوء هناك تدلك روحك وأصوات قلبك المتناسبة ، عندما تستقر على شيء فإنك تستقر عليه ، لا يخلخل اعتقادك كلمات ساخرة أو مغرورة
باختصار ، كيانك الانساني ، أي أن تحترم عقلك !
أجل تحترمه هو ، فلا تهينه وتجعله لا يتجاوز فكر من أنت مفتون بهم ، أو من تبرمج في عقلك الباطن أنهم أروع وأذكى البشر ، تحترمه فلا تعطله باستسلامك لشهواتك النفسية وهواك ، بمشاعر النفس الكدره ، ربما تكون غيرة أو حقد ، ربما غرورا 
عندما تكون متواضعا ، حينها ستصل للحقيقة ، المتواضع هو من يفسح المجال لعقله فيحترمه بحق وتنمو الإنسانية في كيانه
أيمكننا ان نتخيل الخير بدون تواضع ؟ مساعدة الناس بدون تواضع ؟ تعليم الناس بدون تواضع ؟ محبة الناس بدون تواضع ؟
طبعا لا ، لا لا ، وبالتأكيد ، مستحيل يكون هناك إيمان بدون تواضع ، يخبرني سيدي محمد (صلى الله عليه وسلم) بأنه لا يدخل الجنة من كان في قلبه ذرة من كِبر ، لذلك فالتواضع هو باب الفضيلة ، لا مجال للخير في وجود التكبر وحتى لو وجدنا الخير في المتكبر فلن يكون خيرا جميلا أبدا ، ربما يكون خيرا بطعم الإهانة ! أنا كإنسانة أرفضه ! أنت مثلي صحيح ؟  
فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ } التكبر يتعارض مع الخير ، وهو أيضا العائق الأساسي أمام الإيمان ، المتكبر لا يؤمن ، وإن كان المتكبر مؤمنا فهو لا يسعى للحقيقة ، لأنه مسكين لا يمكنه أبدا لا يمكنه ، تكبره يمنعه ولكنه يسترقه أيضا ! فنفسه المسكينة محصورة و محرومة بسبب التكبر الذي يتربع في وسطها ، فهي مضطربة ، حقودة ، حتى لو اظهرت العكس ، ألا ترون ذلك بوضوح ؟ لا شيء يخفي نور الإيمان الذي يطبع على مهج الأرواح المؤمنة
ولذلك دائما يبقى الإيمان مهمة صعبة جدا ، ولكنها عندما تنتصر تكون منعشة جدا جدا 
بصراحة انا منتعشة بالإيمان ، ومتعطشة للمزيد منه ، و أعرف كم يتوجب علي مجابهة الجانب السيء من نفسي فأنا أعرف مكانتي جيدا أو على الأقل اقتربت من معرفة ذلك ، لماذا أنا موجودة في الأرض ؟ وإلى أين مصيري ؟ كيف يتوجب عليّ أن أعيش هنا ؟ من يجب أن أطيع ؟ والأهم من ذلك أنني أعرف مالذي أنا عليه
فأنا مسلمة ، وكلمة مسلمة تعني خاضعة ومستسلمة ومذعنة ، الإسلام يعني الخضوع المطلق ، ولكن لمن ؟ إنه الإذعان لله فقط
ليس لأحد من البشر وليس لنفسي أيضا ، فأنا أخضع لشيء أسمى من نفسي البشرية أنا أخضع لأنوار الله وجماله
والخاضع لا يكون متكبرا ، بل يجب أن يكون متواضع ، المسلم متواضع ، لأنه يتوجب عليه التواضع ، سيتناقض لو لم يتواضع 
يا إلهي ، أنا ساجدة بين يديك ، لا إله إلا أنت ، لا أعبد سواك ، ولا أذل لغيرك ، لا يستعبدني غيرك لا يستعبدني الناس لا تستعبدني نفسي ، بل تستعبدني أنت فقط بأنوار جمالك يا إلهي ، فتشرفني وتكرمني ، وترفع من شأني بعظمتك أنت  في الأرض التي خلقتها أنت ، حتى نفسي اللصيقة بي ، أنا من سيقودها وهذا من فضلك ، أنا حيوان ناطق ، مهما تطورت سأظل حيوان ناطق ولكن إيماني بك يجعلني أرتقي ، فأصبح أشرف وأكرم المخلوقات ، آه يا إلهي كم أعشقك ، لا إله إلا أنت ، ولا أعبد إلا أنت ، لك الحمد والشكر يا رب كل العوالم ، يارب الأرض والسماء والفضاء وما أراه و ما لا أراه 

﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ(30)﴾.
[ سورة الروم ] ...صدق الله العظيم

أتمنى لو كان طول العام رمضان ، لكنني قررت ، بإذنك يا رب الكون ، لن أكرر خطيئتي ، وأتخلى عن القرآن