ومجدداً أريد العودة إلى ذاتي ، وأريد أن
أقول قبلها " لا بأس " ، لكل خسارة متحققة رأتها عيناي وأيقن بها قلبي !
هكذا وبكل بساطة " لا بأس بهذا حقا
" ليس من قوّة مني أو صلابة وإنما فقط لأن قلبي قبلها كان قد استيقن بأنّه لم
يخسر حقّا ! هل يمكن تسمية المرارة التي يسببها الدواء لريق المريض خسارة ؟
في الآونة الأخيرة تأمّلت في قوّة الإنسان،
بالطبع إنني لا أقصد قوّته الجسدية، ولا أعرف الآن هل بقولي ( الإنسان ) يمكنني
الفصل بين جسده وجوهره أم لا ؟
بالتفكير في الأمر مجددا، نعم أظنه بالإمكان
قول ذلك، فقد تعلمت أن جسد الإنسان لا ينفصل حقا عن جوهره، ومن لا يرى ذلك فليخبرني
رجاءً لماذا يسري الألم في جسدك عندما تلمّ بك الأحزان ؟ ( هذا التساؤل ليس
للتحدّي يا سادة ولكنني حقا أودّ أن أعلم إن ..إلخ )
في كلّ مرة إنني أتأكّد من وجود هذا الرابط
بينهما، هل الجسد حقا سفينة تحمل المعاني فحسب ؟ لا أرجّح ذلك
يمكنك أن تصير أجمل حينما تسمو روحك بإحساس
عميق ، وتتعافى حينما تتلقّى روحك ترياقا من كؤوس المعاني
أرجوكم يا رفاق لنبعد عن أذهاننا فكرة زوال
الجسد ورفضه، إن هاتين اليدين اللتين تعيشان معك، تستحقان عطفا وحناناً ، و يا له
من نعيم لو أخذت هاتين اليدين تربتان بحب على رأسك أو جبينك، هذا يذكرني بجملة
عزيزة جدا في ذكراها وفي لحظة هطولها على قلبي كالإلهام النقيّ
حبّ من حبّ في حبّ
لنغوص في هذا الحب أكثر وأكثر، ونكتشف
معالمه ، إن المشهد الخلّاب لشروق الشمس وغروبها ما هو إلا إشارة إلى أن الحب هو
مدار عالمنا حقا
لقد اختير الحبّ لنا ليكون مدارا، وأنا
واثقة من هذا ، بدون الحب سنهلك .
لحظة...
هل افتتحت حديثي بتأمّل عن القوّة ؟ حسنا كن قوّيا بقدر ما تشاء من الداخل والخارج ولكن قوّتك هذه لن تضاهي أبداً قوّة من اطمئنّ حبّ الله في قلبه.
" ليدلّك عقلك عن حبيبك ومن ثمّ امض نحوه
مغمض العينين مستسلم الجوارح لتصير محبّا مؤديّا حق حبّه "
يا عشق هلمّ إلينا بأمداد جلال الله وجماله
.