نجمتي المتوهجة

نجمتي المتوهجة

Translate

الأحد، 17 مايو 2015

الخير المحض !!



هل من وجود للخير المحض ؟ مثالية انا احب ، انا اسامح ، انا لن اعاقب احدا ، عندما تتحول الأنا الى نحن ..
للوهلة الاولى يبدو الكلام جميلا ومعانيه اجمل ، فمن اين قد تتسلل الشرور الى التسامح والمحبة ؟
ولكن ، في خضم الحياة ، يخترق ذاك السؤال المدوي شرايين قلوبنا ، منذ متى ؟ منذ متى ؟ منذ متى كان الخير يعني الأذية !
فالخير لا يقبل كونه خيرا محضا ، الخير وترا ومزدوجا في الوقت ذاته ، الخير فلسفة عميقة ، مثل مرادفه المسمى بالشر ، لم تسقط سهوا ، الشر مرادف للخير ، فكم من شر اعقب الخير خلفه ، كم من شر اراح الارواح ، وكم من خير دمرها وشتتها ، أليس التقاعس في مجابهة العدو بالشر يؤدي الى صيرورة الاحباء ضحايا ؟ الوقوف مكتوفي الأيدي والتشدق بالخير في تلك المواقف يكون شرا ساخرا ، لذلك تبقى تلك التساؤلات تتراقص حول أدمغتنا تهمس ببحتها الدائمة ، ماهو الخير وما هو الشر ، هل هي الافعال ؟ ام ردود الافعال ؟ المواقف ؟
بكون الخير والشر محور صفات العالم ، هذا يدفعنا الى الاصرار في تحديدهما ، لماذا ؟ للصراخ عاليا باسم العدالة عندما يتطلب الأمر ، والقواعد هنا تكون المشكلة ، او يمكننا القول القوانين الثابتة ، كون الشر منتجا للخير ، والخير منتجا للشر ، حقيقة مزدوجة ، ينتجه حقا ، ولا ينتجه أبدا ، وقد ينتجه بعد حين ، الذي لا ينتجه أبدا مرفوض من قبل أغلب الاسوياء ، اقول اغلب متفادية استعمال لهجة التعميم المطلق ، أما الصنف الأخير الذي قد ينتجه بعد حين فهذا أمر آخر ، الكثير من البشر يعولون على هذا النوع من الشرور ، بالنسبة لي ، فأنا أرفضه تماما ، مع وضع الفاصل الزمني موضع اعتبار ، انا أرفض تماما قبول الشرور ذات العوائد الايجابية (البعيدة المدى ) بل أراها توغلا في الشر والخديعة ، لو اعتبرنا الخديعة جزءا من الشر ، او شرا وخديعة ،، الصنف الأول يواجه ويناظر كذبة الخير والشر المحض ، أو ربما التصور الخاطيء بلهجة أقل اتهاما ، أعتقد أخيرا ان المشكلة والحل معا ، تنبع من الجبلة البشرية ، الغريزة ، وهذا يبدو منطقيا ، فما الخير والشر في الحقيقة الا وصف لا يخرج عن افعال البشر ، وقد تدخل في أحاسيسهم ، بل كل ما ينبع منهم ، كل ما يمكن للذات البشريه من انتاجه وإظهاره بأي شكل كان ، لذلك فإن أنفس البشر هي التي تتلاعب بالتداخل والحدود الممزوجة بين الخير والشر ، حينما تتبادل الأدوار بينهما ، عندما يصف البشر الخير شرا والشر خيرا معتمدين على القواعد الثابتة التي اعتبرتها مشكلة في حد ذاتها آنفا ، وحتى في ذاك الوقت ، عندما يتحجج بني البشر بتلك القواعد او المسميات ، لا يخفي عنهم ، ولا يخفي عن غريزتهم ، حقيقة أفعالهم ونواياهم مهما تعددت مسمياتها ، لذلك لو حافظ بنو البشر على الأحكام العادلة وتوغل الانصاف في صدورهم ، فإن المحض ، سيظل محض محض ، متكونا من مزيج الخير والشر ، لينتج ذلك المزيج ، روحا ومادة عادلة ، تتوج باسم الخير ، لا لمجرد طبيعتها ، بل وفقا لتأثيرها في هذا الكون .


هناك تعليق واحد: