نجمتي المتوهجة

نجمتي المتوهجة

Translate

الجمعة، 25 يناير 2019

عبقٌ وشيء خاص...



رائحة عطرة مريحة جدا للنفس ، عندما تسللت إليّ و استنشقها أنفي ، شعرت بشيء خاص حيالها
حينما تسللت تلك الرائحة إلى أعماقي شعرت بالجزائر لا أعرف لماذا

تخيّلت نفسي في منزل بسيط ريفيّ أنيق يعج بأناس تنتعش أرواحهم بالأنَفةِ والاعتزاز ، وتغوص في معاني أنفاسهم معالم الطيبة والإخلاص والمحبة ، تلك المحبة الصادقة التي لا تشوبها مصلحة ولا رجاء لردّ للجميل محبة لأجل العطاء فحسب ، بحرص وشغف لتقديم يد العون والإنقاذ بكل نقاء وصدق

منزل يعج بكرامة السيدات الفاضلات اللاتي تفرضن الاحترام والتبجيل على كلّ عين يقع بصرها على جمالهن ومقامهن ، ونخوة الرجال الفضلاء الذي يشع الوقار من أعينهم التي لا ينكفّ مارّا عليها كفاح الأجداد وصمودهم

شعرت بدفء ذلك المنزل وجمال أهله شعرت بالراحة والسلام وشعور الامتنان للغوص في ذلك المكان الساحر البهيّ كل ذلك بدا متجسدا لي ودار بذهني وشعرت به من تلك الرائحة الزكية التي شممتها من أثر عبق الصابون في يدي
الذي جلب لي الجزائر بهذه التفاصيل السعيدة

كم هو عَطِر ونقي وبهيّ وعظيم ذلك المكان الذي تستحضره رائحة عطرة عميقة إلى ذهني

والآن لماذا يا ترى مرّ هذا الخاطر عليّ وأنا لم يسبق لي زيارة ذاك المكان ولا رؤية أهله أولئك الأحفاد الكرماء ماذا عسى روحي تقول الآن في هذا التيه وهذا الزمان ولكنني لا أجد أمامي سوى إجابة واحدة

" ما هذا سوى قبس قليل من عبق الجزائر التي كالمسك والتي هي وصيّة روحي "

وأنا لست حزينة من القدر لأنني لم أولد هناك ولأنني لست من هناك ولأنني لم أعش هناك بعد ،  بل على العكس ما أجمل هذا القدر الذي جعلني مشتاقة الى هذا القدر ! أخشى فضيحة قول الكلام استدرارا لعطف الأحفاد الكرماء على حبّي لأرضهم ولكن قلبي يأبى إيقاف قلبي أو لساني أو روحي التي تنطق وتبوح وتنوح دونما توقف ثم إنني أتغزل في بلادي أيضا أليست كذلك ؟ حيث انني أعلم أنهم لن يطردونني لو أتيت لهم يوما شريدة

ما أجمل هذا الحب، ما أكرمك يا إلهي!