نجمتي المتوهجة

نجمتي المتوهجة

Translate

الجمعة، 2 يناير 2015

الساعة الأولى في سنة 2015

انها الساعة الاولى في سنة 2015 الساعة الواحدة ، لا أعرف ماذا أكتب ولا يمكنني وصف ما أشعر به ، إذا حاولت تحسس داخلي والانصات الى صوت قلبي الخافت العالي ، لربما استطيع لو حاولت لربما أستطيع
إنه يقول ، يريد التخلص من بعض الأساليب غير المثمرة التي انتهجها في حياتي ، تفادي الأخطاء الفادحة والتي سبق وارتكبتها في حياتي ، أنه يصرخ ويقول لي غامري وتحركي ، غوصي وتعمقي يا عائشة لا تترددي ، بل انطلقي !
في هذا العام وبعد أشهر قليلة سيصبح عمرك عشرين عاما ، لن اطالبك بأن تكوني ناضجة تماما اعرف ان هذا صعب عليكِ ولكنني أطالبك بتطوير صفاتك الخاصة ، لو لم تقدري أن تكوني فتاة عشرينيات بالمعنى المعروف لا تتذمري ، بل اصنعي وكوّني عشرينياتك الخاصة ، انضجي بأسلوبك بطريقتك عبري عن نضوجك وبلوغك بأسلوبك الخاص
لكل إنسان في هذا العام أسلوب خاص ولكن لربما 10 في المئة في هذا الكون يستخدمون أساليبهم الخاصة
يذكرني هنا ما قالته اليف شافاق على لسان شمس التبريزي لوردة الصحراء لا تمشي مع التيار بل كوني انتِ التيار
من أروع الكلمات التي أحببتها وظلت ملاصقة لذهني باستمرار هكذا لا تمشي مع التيار بل كوني انت التيار
هل اخطأت العام الماضي (2014) بتقييم قواعد العشق الاربعون بنجمة واحدة فقط ! فرغم القائمة العريضة بانتقاداتي لها ورغم تلك القائمة العريضة بالأمور التي وجدت انها غير منطقية في الرواية غير متناسقة غير دقيقة تاريخيا علميا المسألة المطروحة مبتذلة غير مبتكرة شائعة منتشرة ، رغم كل تلك المؤاخذات ، هناك شيء جميل كنت أعرف هذا منذ البداية وكنت اخبر هذا بمن أخبرهم عن انتقاداتي فقواعدها جميلة وخلابة ورغم ذلك ...
أعتقد انني أخطأت ، طالما تشبث في مخي كلام منها عبارة عندما وقعت عيناي عليها كانت وكأنها تخاطبني تسترضيني لا بأس عائشة لا تمشي مع التيار بل كوني أنت التيار ، انها العبارة ذاتها ولكن وقوعها على أذني وقلبي مختلف عن وقوعها على إذن وقلب وردة الصحراء ، إنها جملة واحدة ، كلماتها واحدة ، وتعني الشيء ذاته ، وتصل بك الى المعنى ذاته ولكن رغم ذلك ، انها تختلف بشكل أو بآخر تبعا للشخص المخاطب بها ، لطالما اعتقدت ان سحر الكلمات يكمن هنا ، سحر المعاني يتمحور حول هذه النكتة
أنا أشعر بالفخر الآن في الساعة الأولى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل من اليوم الأول في عام 2015 ، أشعر بالفخر بكوني خرجت من عامي المنصرم محملة بأكوام من الأخطاء الكبيرة ، هذا يعني أنني تعلمت دروسا جديدة ، هذا يعني انني تحصلت على خبرة جديدة هذا يعني أنني صرت أكثر فهما للحياة ، هذا يعني انني في طريقي لصقل شخصيتي أكثر وأكثر نحو طريقة فريدة وصحيحة ، بمجرد التفكير في الأمر ، فخري بأخطائي ونظرتي لها وتسامحي معها ومحاولتي بل وإصراري وعزيمتي حيال التعلم منها وتفادي تكرارها ، إنه يشعرني بنضوج جديد يهز كياني ، يجعله يرتعش ولا يتداعى ، إنه الشي الذي يجمع بين المتناقضات ، لا يوجد شيء أكثر تأثيرا وإثارة لروحي مثل اجتماع المتناقضات ، عندما تجتمع المتناقضات هنا يثور الهيجان ، يثور هيجان ذاتي ، يثور كياني ، أثور ، أثور كأمواج متلاطمة ، ترطم الماء بالزبد ، ترتفع وترتفع الى السماء ، لتتعانق مع حبات مياه متجمدة غاضبة ، تجتاح من الأعلى إلى الأسفل تجاهها مباشرة وكأنها تنقرها ، وكيف لها ان تنقرها ! كيف لها ان تنقر ماءا وزبدا ورائحة
ان حبات المياه المتجمدة الهابطة من السماء لن تؤذي امواج البحر مهما كانت قوتها واندفاعها ، لذلك عليها ان تكون أكثر ليونة ، عليها أن تصير أكثر هشاشة ، وهكذا عليها أن تهبط بلطف ، ولطف ، رويدا رويدا ، لطيفة وهشة وبطيئة ، تُقبّل موجة بعد موجة ، لتستريح على الشاطئ ، ليطل البياض الناصع على موجات البحر ، تهمس لها ، تؤنسها ، وتحوي وتستقبل ما يجود به البحر عليها ، أصدافا جميلة ، مشعة ومعتمة ، بنية وبرتقالية ، ذهبية أو بإطلالة قوس قزح ، يقذف بها البحر إلى رفيقته ، ابنة حبات المياه المتجمدة الغاضبة !
هل يشعركم هذا بشيء !
لم اكتب هذا عبثا ، بل أنا اعني ما أقوله ، حبات المياه الأم ، بناتها ، البحر وامواجه ، الأصداف ، كل شيء ، لكنني لن أفصح عما كنت أعنيه ، ولكن لو تأملت في حياتنا وفي حكاية امواجي ستدرك حتما أيها الإنسان ، ستدرك حتما ما كنت أرمي إليه
كل عام وأنا بخير ، كل عام وأنا أتقدم للأفضل ، كل عام وانا أقرب إليك يا ربي ، كل عام وانا في عشقك يا رسولي ،  كل عام وأنا أحمل قلبا سليما ونقيا
عـــائشة  1/1/2015

1:37 فجرا