نجمتي المتوهجة

نجمتي المتوهجة

Translate

الأربعاء، 10 أغسطس 2016

العالم الـســاكن ! إياك والفرار واقرأ كلامي ..



مرحبا أيها الإنسان !

هل أخبرك أحدٌ ما بأن عليك أن تصادق نفسك ؟
لا شك أنهم فعلوا ، ولكنهم عندما سيلمحونك تتحدث بطلاقة وتتبادل الحوار معها ينظرون إليك باستنكار وأعينهم تصيح " هل جننت ! "
بربكم أجيبونِ كيف نتصادق دون أن نتبادل الأحاديث ؟
أنتم يا بشر هذا العصر دائما هكذا ، تتفوهون بنصف حكمة وتتركون الباقي معلقا ، تتركونه منفيا حائرا

هل تتعمدون هذا الصنيع ؟ أم أن قريحتكم تخذلكم فجأة ، وإن هي فعلت أما كان عليكم أن تكونوا أكثر وضوحا أو " شفافية " كما يروق لكم القول في زماننا هذا

أما كان عليكم أن تنطقوا صراحة وتقولوا " حسنا هذه الجزئية لا نجزم بصحتها أو هذه الجزئية لا نجزم بخطئها أو هذه الجزئية عجزنا عن فهمها أو هذه الجزئية تجاهلناها لأنها بنظرنا أمر غير ذي شأن "
يا سلام كل ذلك تفوهتم به إلا العبارة الأخيرة ، تخجلون من قولها صحيح ؟ إنها ستدمر صرح هذه الحضارة ولا يمكننا ان ننفي كونه زائفا !

هل أنا كرة أدور وأدور ثم أعود للمرمى ذاتها ؟ إن كنت كذلك فإن عقلي الذي يقذف بي هنا وهناك لاعب محترف
أجل فهو يصيب في رميي في المرمى ذاتها
على كل حال أنا مزجت ودمجت أمور غير مرئية أو بالأحرى غير منطوقة ، فأنا لم أنطقها ولكنها كانت تعشش في رأسي وعقبت عنها
وأنا طبعا هفوت وانسجمت في الحديث عن أمر لم أكن انوي الحديث عنه هو بالذات < هذا لا ينفي كونه مهم بالنسبة لي ولو لم يكن مهما لما جلبت سيرته في موضع ليس له ، هذا بحد ذاته دليل على أهميته

المهم هنا ، الحوار مع الذات ، هذا موضوعي ، هذه مسألتي ، هذه معضلتي ، هذه قضيتي
الحوار مع الذات ، التخاطب مع الذات ، لماذا كل هذا التهريج
يكفي ان أقول الحوار مع نفسي ، ولكن مسألة الحوار مع النفس لا يمكن ان تكون صافية ومكتملة وطبيعية وعفوية قبل أن نحدد مالذي تعنيه أنفسنا بالنسبة لنا ، او كيف ننظر إليها أو كيف هي طبيعة علاقتنا بها ، ومالفرق بينها وبين الآخرين ، هل نفسي وأعني بذلك الأنا خاصتي ، أعني أنا ، أنا أنا ، مثلا عائشة أنا ، أنا نفسي من اكون بالنسبة لنفسي ، عائشة أنا كيف طبيعة علاقتها مع عائشة أنا !!

حسنا ليس طلاسم ركزوا قليلا فقط ، القليل فقط ، فتتوا الجص الأبيض الملتصق بالعقول نتيجة التعلق فقط بما هو متعارف عليه أو معقول
الآن سأبدأ ، الآن سآخذكم معي لرحلة من نوع آخر ، لننطلق ..

3
2
1

نحن في عالم فارغ ، فارغ تماما لا تسمع فيه أصوات ولا ترى فيه ازدحام ، ولكن لهذا العالم ، بُعد موازي له ، يوازيه تماما ، حتى إنك إن اعتبرته عالما مختلفا أو بعدا آخر كان ذلك ضربا من الجنون ، هذا الشيء يدفعنا إلى تسميته بوجه العملة الآخر لهذا العالم
تخيلوا هذا العالم عملة فضية مستديرة

علمنا أن في الوجه الأول ، يطغى السكون والهدوء والفراغ أما في الوجه الآخر من هذا العالم فهو على نقيضه تماما
اكتظاظ ، وفوضى ، وعويل ، وحوارات محتدة ، وأصوات تصم الآذان
والأدهى من ذلك وأمر ، هو الأوامر والتوجيهات المتضاربة ، والرغبات المتضاربة
تسمع الأصوات تقول اذهب هيا اذهب ولكنها في نفس الوقت تردد بإصرار لا تذهب إياك لا تفعل ، يبدو هذا مخيفا ، هذا الشيء يدفعك للركض نحو الوجه الآخر من هذا العالم
لو كان هذا العالم حقا قطعة معدنية مستديرة سيكون الفرار للوجه الآخر سهلا ويسيرا ، ولكنه وللأسف يشبهها فقط

لا يمكنك أن تكتشف سبل السير نحو الوجه الآخر ولكنك ستوجد فيه أيضا  !
ستكون هناك دون أن تكون قد ذهبت إلى هناك أو خضت مرارة المسير الطويل
ولكنك ستبقى على اتصال دائم بالوجه الآخر من هذا العالم !
ببساطة هاذين الوجهين المتناقضين مندمجين !
اندمج الطرفان في الإنسان !

مرحى لك أيها الإنسان

في خضم هذا السكون والفوضى ، وبين آلاف الكلمات المتكررة والهاتفة والمتناقضة ، يرغب الإنسان في تكوين معتقداته الخاصة ورغباته ، وعندما يرغب بها هو يحتاج للبوح بها وعندما يبوح بها يحتاج لأناس مثله يتحدثون معه ويفهمونه ، هو يحتاج إلى اناس يفهمون لأنه يحتاج إلى الرفض كما يحتاج للقبول ، ما قيمتي إذا كانت كل أفكاري لا تلاقي سوى القبول !
هذا يجعلها لا تحرك شيئا محدثا في قلوب وعقول من يتلقفها !
الإنسان يحتاج إلى الرفض رغم أنه يرفضه بعد ذلك !
لا تستغربوا إنه نوع من حتمية الإنسان ، ألم يندمج أولئك البعدين في ذات الإنسان الواحدة !
النقيض !
هذا النقيض بالغ في الازدحام ، البعد الساكن أيضا صار مكتظا بالأفكار الصامتة المتضاربة ، ذلك السكون صار يتراكم ويتراكم ويفور ، هذا البعد الساكن سيفور وينفجر لو أنك لم تستغل جانب البعد المتحرك وتفعّل حركتك بإخراج أفكارك إلى العالم الذي تجتمع فيه الملموسات والحسيات ويجتمع فيه المرئي مع اللامرئي وتتلامس فيه الموجودات مع ما يفترض عدمه أو انعدامه !

لو استدرنا دورة كاملة ووجدنا أنفسنا في عالمنا ، عالم الملموسات حيث كل شيء مبسط لنا لنتمكن من فهمه وإدراكه ، هذا الاضطراب ، أي تراكم الأفكار الساكنة وانفجارها نتيجة عدم إفراغها في الشق المتحرك للبعد الآخر من ذاك العالم ، هو السبب الذي يجعلنا نشعر بالضيق " في عالمنا الملموس ولنسميه العالم الطبيعي نظرا لاعتيادنا الطبيعي عليه "
نشعر بالحزن والضيق والارتباك ويصير مزاجنا سيء للغاية ونكون محبطين وإذا سألنا أحدهم عن سبب انزعاجنا ، سننفجر بالشكوى التي تصدح قائلة " نحن وحدنا في هذا العالم لا أحد من البشر يفهمنا ! لقد تعبنا "

الأمر هكذا ، نعم إنه هكذا ، الأمور التي تحتاج لأن تخرج يجب أن تخرج وإن سجنت وبقت حبيسة في علبة ما ، فهي ستثور وستسبب المتاعب ، حسنا هذا الكلام لا ينطبق على كل البشر ، فالبشر وإن كانوا متساوون من حيث المبدأ إلا أن أرواحهم على درجات ، بعض من البشر يتجاوزون هذه المرحلة لأنهم أصلا لا يشعرون بالأنس لوجود أناس يفهمونهم ، إنهم يكتفون بأمور أخرى أكثر سموا من الإنسان ، تلك الطائفة من البشر تجاوزت حدودها تجاوزت أقطار السماوات ولم تعد تفقه هذا النوع من الأنين أو الشكوى ، ولكن هذه الفئة تظل نخبة (ولا أريد سماع أي اعتراض من ثائر يرفض مثل هذه المسميات ابعدوا عني هراء الأفكار الثورية )
ولكن يبقى السواد الأعظم من البشر مستثنى من تلك الحالة سابقة الذكر ، ولا يخرج عن الشكوى المكتومة الصارخة " نحن وحدنا لا أحد يفهمنا "
الكثير من هؤلاء البشر وقعوا في فخاخ الحزن وأصيبوا بمتلازمة " الأشعار الحزينة الخواطر الحزينة العبارات الحزينة الروايات الحزينة والتي تنضح بشعارات مثل كلهم كاذبون خائنون نحن وحيدون لماذا يا دنيا إلخ "

وهذا الوضع أدى إلى نتائج سيئة بالنسبة لهؤلاء البشر ذوي القلوب المنفطره ، حيث يتم اعتبارهم أشخاص عشاق للحزن فحسب ولا يعرفون للفرح طريقا وقد جبلوا على هذا النمط ومهما أسعدتهم فلن يفيد ذلك شيئا ، ردة الفعل هذه ، طبعا تنبئ عن جهل بحال هؤلاء المصابين بالمتلازمة سابقة الذكر ، الشيء الذي دفع هؤلاء المصابين لرفض كل ما قد يقدم لهم من بشاشة وإسعاد من طرف الذين يسخرون من آلامهم !

والأمر لا ينتهي عند هذا الحد ، أولئك الساخرون يتعرضون مستقبلا لنفس ما يتعرض له أولئك المصابون ، وخوفا من أن يصيروا مثل أولئك الذين سخروا منهم ، يتحاملون على أنفسهم ويطبعون على أرواحهم طابع من القسوة والتحمل ونفي مواجع الذات أو تجاهلها
ولكننا سبق وقلنا أن الأمور التي تحتاج لأن تخرج يجب ان تخرج ، وتجاهلها أو كبتها سيؤدي إلى نتائج مدمرة !
وهكذا تصاب فئة أخرى من فئات البشر بمتلازمة مختلفة الأعراض متحدة الأسباب !!
حسنا الأسطر السابقة تنبئ وعلى نحوٍ جليّ عن وجود مشكلة ! نعم البشر يواجهون مشكلة ، والبشر يحبون المشاكل لأنهم ستقودهم للتفكير بحثا عن حلول ، هذه الحلول تكون فرصة للإنسان بالبوح بمكنونات روحه وأفكاره ومعتقداته ، بل إن وجود مشكلة في حد ذاتها تحفيز حقيقي لعقل الإنسان وهو يبحث عن حل تاركا حالة الخمول والسكون الذهنيين
وهنا تتدحرج تلك العملة الفضية وتزامنا مع تدحرجها يلمع بريق وجهيها كلٌ بدوره عندما تلفحه برودة الشمس < يجب أن تتذكروا أن ذاك العالم مختلف تماما كل الاختلاف ولا تستغربوا إن كان لون الوهج المضيء هو البنفسجي بدلا من الأصفر وهذا كفيل لكي تدركوا أنني قصدت كلمة برودة ولم تسقط سهوا

تتدحرج تلك العملة الفضية متهاوية في وادي سحيق ليس له صخور أو جبال أو منحدر أو مياه ، لا ترى فيه سوى خلفية عدمية اللون ، وتبقى تلك العملة متهاوية دون توقف فلا جاذبية تسحبها لقرار ولا طير يلتقط تلك العملة لتفنى في أمعاءه
العملة تستمر في التهاوي وهي تدور حول وجهيها باستمرار
وهذه العملة نقصد بها العالم ذو البعدين المتوازيين ، والذي يندمج دون تردد عندما يتعلق الأمر بالإنسان
تستمر في التهاوي والتدحرج ، ويستمر الزمن بالتدفق والمرور والمضيّ
وتأتي العصور وتليها عصور ، وتبرز ملامح وتتلاشى وثم تعود ، وفي خضم تلك الوتيرة السريعة والبطيئة في الوقت ذاته ، كان البشر منهمكون في البحث عن حلول ، المشاكل تتكاثر وهذا ممتاز ، ليست مشكلة ، الإنسان موجود وسيبحث عن الحلول

لقد مضى زمن طويل على كل هذا ، وهذا الزمن لا يزال مستمر ، ونحن الآن وجدنا كما وجد الآلاف من قبلنا ، وسنختفى من " العالم الطبيعي " ولكن هذا التدفق السريع والبطئ سيستمر ، بنا او بغيرنا سيستمر ولكن وجودنا يشكل فارقا بالنسبة لنا ولمن بعدنا كما شكل وجود الذين من قبلنا فارقا لنا ...

وهنا يعثر بشر هذا العصر على كمية هائلة من الآثار العلمية التي تفرض نفسها من الذين سبقونا ومن الذين لا يزالون يعيشون بيننا ومن الذين ولدوا ونحن موجودين ورغم ذلك أثبتوا تأثيرهم التالي علينا ، لقد حُلت الكثير من المشاكل (وإن كنت لا أزال أصر على اتهام بشر هذا العصر فيما يتعلق بالعبارة الأخيرة التي قلت أنهم لن يقولوها أبدا وإلا سينهار صرح الحضارة ""الزائف"" <لالا أطردوا الفكرة من رؤوسكم لست متحاملة إنها مشاعر من صنف آخر لم أجلس واتأمل لأتحقق من اسمها بعد

حسنا نعود للأهم أو للذي أهتم أكثر بكشفه أو تحليله أو حتى تقريره ! ما لمشكلة ؟؟
هناك نقطة مهمة جدا يجب ان اعرج عليها قبل أن اتعمق في هذا الشأن
أن هذه المشاكل المتكررة والبحث الدائم للحلول ، تخللته حلول جذرية وإعجازية واستقرت لدى بعض من البشر لفترة زمنية محددة وهذه الحالة تتكرر على شكل فترات محددة ، ولكن الطبيعة الجدلية التي جبل عليها الإنسان وكذلك طبائع التسلط والأنانية تقف حائلا أمام الحلول المريحة الشيء الذي يجعله يتجاهل أحيانا أو ينسى أحيانا أو يفقد أحيانا تلك الحلول الحقيقية ، لتبدأ رحلته الخاصة في البحث مرة اخرى بادئا من الصفر

بعض من الحلول التي تحدثت عنها لا تكون نهائية ولكنها تكون منطلق لحل الأمر ، وعندما يضيع هذا المنطلق تقع البشرية في فوضى جديدة
ومن يدري ، كل ذلك كان مقدرا
لا شيء صدفة ..كل شيء مقدر !
القوة العليا أرادت هذا الصراع الفكري ان يستمر
ونحن الآن وفي عصرنا الحالي ، وجدنا أفكار جديدة ، وحلول جديدة وأشهر هذه الأفكار والحلول
التنمية البشرية وكل ما يتعلق بالذات ، كيف تشجع ذاتك ، كيف تحترم ذاتك ، كيف تنمّي ذاتك إلخ ..
ولكن الشيء الذي لا يجرؤ أحد على شرحه ، بالضبط بالضبط مالذي تعنيه ذاتك بالنسبة إليك !

دعوني أشرح لكم هذا الأمر
تذكرون الوجه الساكن من العالم ذو البعدين الموازيين !
يا اعزائي إن ذواتكم ترقد هناك ! بحزن وأسى ، لأنكم تتجاهلونها ، كل تلك الأفكار الصامتة تحاولون جاهدين لإفراغها في الوجه الآخر من ذاك العالم ، مع بشر متكاملين آخرين مع أنفس أخرى مختلفة ، طالبين القبول والرفض والنقد والنقاش ...

وعندما تتطور رغباتكم ومطالبكم إلى العثور لمن يفهم أفكاركم الباهرة ويقدرها ، يقع المحظور وندور دورة جديدة ، وكل شيء في عالمنا هذا عبارة عن دائرة لا متناهية
أما عن الوجه الساكن من هذا العالم فهو يبقى وحيدا في حالة انشغالكم بالتواصل فقط مع الوجه المتحرك ثم يصير غاضبا فائرا منهارا في حالة الفشل في ذاك التواصل وبقاء أفكاركم الاتي ترغبون في إخراجها إلى ذلك الوجه الآخر حبيسة الرغبة الملحة

نفهم من هذا أن كل هذا يحصل بسبب إهمالنا لأقرب الأقربين إلينا ، ليس فقط إهمالنا بل لتجاهلنا التام لهم
إنهم نحن ! ، نعم نحن !
انا الأنا ! وأنا الأنت !
أنت لديك الأنا الخاصة بك مقابل الانا الملاصقة بك
وانا لدي الشيء ذاته
ما كان يجب ان نبقي الطرف الساكن من هذا العالم كئيبا على هذه الحالة !
بل يجب أن نتحاور مع أنفسنا بصفاتهم الأصدقاء الأولين ، سأمنحكم مثالا بسيطا
عندما أريد ان اعرض فكرة لأول مرة ، لن أركض للأشخاص الآخرين وأطرح عليهم الفكرة ثم لأنتظر آرائهم وقبولهم أو رفضهم أو نقاشهم

أولا عليّ أن أستقر أكثر في الوجه الساكن من العالم ، أمشيء بهدوء وأنطق محاورا ذاك السكون الهامس ، واناقش أفكاري معه ، هذا يعني انني أناقشها مع نفسي ، انا أناقش مع انا ، أطرح الفكرة ما رأيك ؟
أفكر قليلا هي تفكر معي ، إنني لا أشعر بانفصالها عني ، تماما كما لا يشعر هذا العالم بانفصاله عن شقيه الساكن والمتحرك

أرجوكم لا تعتمدوا على عقولكم كثيرا
هناك الحس
لن أشرح أكثر
ولكن فقط
حاولوا أن تشعروا بما كتبته
واستشيروا حسكم
ثم تحاوروا مع ذواتكم
ثم انطلقوا لبقية البشر
ولن يكون هناك أحد وحيد أو لم يفهمه أحد
إن ضاق بك العالم المتحرك ، فلديك عالم ساكن واسع فضفاض يتسع لكلامك بل لاحتضانك أيضا
ويقبض على راحة يدك بلطف
وخطوة خطوة يصل معك حيث تريد