
لكل شيء درجات ومراتب ،
والنفس ، أعتقد بمقدورها اكتشاف خبايا كثيرة ، وحقائق ، لا يهم النفس التي تطير
نحو سعادتها واطمئنانها ، لا يهمها أبدا ما يقوله ويعتقده غيرها من الأنفس البشرية
، بل أحيانا ، عندما نصل إلى مرتبة عالية من السكينة والصفاء نشعر وبوضوح بالاضطراب
واللا منطقية الذي يتفوه به البعض ، أو ربما يعتقده ، فنشعر بطاقة سلبية ، وضيق في
النفس ، وشعور من الشفقة تجاههم ، سؤال يتكرر ، لماذا المؤمنون يتصرفون بهذا
الغرور ؟ يرون بأنهم قد تعلقو بذروة الحقيقة ، حسنا إنه ليس غرور ، في الحقيقة
انها السكينة والاطمئنان ، إنها الثقة ، وتلك المشاعر المستفيضة من المحبة والرحمة
، من يقف في الجانب الآخر لن يكون هادئا الآن ، سينفعل ولو داخليا ، سيغضب ، ربما
يقول عنك انك مخدوع ، أو أحمق ، أو ربما تعطي صفات غير حقيقية لما تؤمن به ، ولكن
كل ذلك ليس إلا مضيعة للوقت ، سواء أعجب هذا المعترضين أم لا ، نحن نستمر ، الروح
تظل مضيئة ، الاحساس بالحب والرحمة ، الإيمان ، السكينة التي تحوي النفس ، تظل
مستمرة، إن الإيمان هو المهمة الأصعب في هذا الكون ، وللتفكير
في الأمر نصل إلى أن ، الإيمان يجعل منك إنسانا ! أجل اعرف
أنت إنسان في كل الحالات ولكنه يثبت ذات وكيانك الإنساني ، أن تبحث وتصل للحقيقة
بدون تأثير بشري يتسلط عليك ويعز عليك تجاوزه ، أن تضرب بما تتلقفه ألسنة عامة
الناس عرض الحائط وتمضي حيث السكينة ، بهدوء هناك تدلك روحك وأصوات قلبك المتناسبة
، عندما تستقر على شيء فإنك تستقر عليه ، لا يخلخل اعتقادك كلمات ساخرة أو مغرورة
باختصار ، كيانك الانساني
، أي أن تحترم عقلك !
أجل تحترمه هو ، فلا تهينه
وتجعله لا يتجاوز فكر من أنت مفتون بهم ، أو من تبرمج في عقلك الباطن أنهم أروع
وأذكى البشر ، تحترمه فلا تعطله باستسلامك لشهواتك النفسية وهواك ، بمشاعر النفس
الكدره ، ربما تكون غيرة أو حقد ، ربما غرورا
عندما تكون متواضعا ،
حينها ستصل للحقيقة ، المتواضع هو من يفسح المجال لعقله فيحترمه بحق وتنمو
الإنسانية في كيانه
أيمكننا ان نتخيل الخير
بدون تواضع ؟ مساعدة الناس بدون تواضع ؟ تعليم الناس بدون تواضع ؟ محبة الناس بدون
تواضع ؟
طبعا لا ، لا لا ،
وبالتأكيد ، مستحيل يكون هناك إيمان بدون تواضع ، يخبرني سيدي محمد (صلى الله عليه
وسلم) بأنه لا يدخل الجنة من كان في قلبه ذرة من كِبر ، لذلك فالتواضع هو باب
الفضيلة ، لا مجال للخير في وجود التكبر وحتى لو وجدنا الخير في المتكبر فلن يكون
خيرا جميلا أبدا ، ربما يكون خيرا بطعم الإهانة ! أنا كإنسانة أرفضه ! أنت مثلي
صحيح ؟
{ فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ
عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ } التكبر يتعارض مع
الخير ، وهو أيضا العائق الأساسي أمام الإيمان ، المتكبر لا يؤمن ، وإن كان
المتكبر مؤمنا فهو لا يسعى للحقيقة ، لأنه مسكين لا يمكنه أبدا لا يمكنه ، تكبره
يمنعه ولكنه يسترقه أيضا ! فنفسه المسكينة محصورة و محرومة بسبب التكبر الذي يتربع
في وسطها ، فهي مضطربة ، حقودة ، حتى لو اظهرت العكس ، ألا ترون ذلك بوضوح ؟ لا
شيء يخفي نور الإيمان الذي يطبع على مهج الأرواح المؤمنة
ولذلك
دائما يبقى الإيمان مهمة صعبة جدا ، ولكنها عندما تنتصر تكون منعشة جدا جدا
بصراحة
انا منتعشة بالإيمان ، ومتعطشة للمزيد منه ، و أعرف كم يتوجب علي مجابهة الجانب
السيء من نفسي فأنا أعرف مكانتي جيدا أو على الأقل اقتربت من معرفة ذلك ، لماذا
أنا موجودة في الأرض ؟ وإلى أين مصيري ؟ كيف يتوجب عليّ أن أعيش هنا ؟ من يجب أن
أطيع ؟ والأهم من ذلك أنني أعرف مالذي أنا عليه
فأنا
مسلمة ، وكلمة مسلمة تعني خاضعة ومستسلمة ومذعنة ، الإسلام يعني الخضوع المطلق ،
ولكن لمن ؟ إنه الإذعان لله فقط
ليس لأحد
من البشر وليس لنفسي أيضا ، فأنا أخضع لشيء أسمى من نفسي البشرية أنا أخضع لأنوار
الله وجماله
والخاضع
لا يكون متكبرا ، بل يجب أن يكون متواضع ، المسلم متواضع ، لأنه يتوجب عليه
التواضع ، سيتناقض لو لم يتواضع
يا إلهي
، أنا ساجدة بين يديك ، لا إله إلا أنت ، لا أعبد سواك ، ولا أذل لغيرك ، لا
يستعبدني غيرك لا يستعبدني الناس لا تستعبدني نفسي ، بل تستعبدني أنت فقط بأنوار
جمالك يا إلهي ، فتشرفني وتكرمني ، وترفع من شأني بعظمتك أنت في الأرض التي خلقتها أنت
، حتى نفسي اللصيقة بي ، أنا من سيقودها وهذا من فضلك ، أنا حيوان ناطق ، مهما
تطورت سأظل حيوان ناطق ولكن إيماني بك يجعلني أرتقي ، فأصبح أشرف وأكرم المخلوقات
، آه يا إلهي كم أعشقك ، لا إله إلا أنت ، ولا أعبد إلا أنت ، لك الحمد والشكر يا
رب كل العوالم ، يارب الأرض والسماء والفضاء وما أراه و ما لا أراه
﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ(30)﴾.
[ سورة الروم ] ...صدق الله العظيم
﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ(30)﴾.
[ سورة الروم ] ...صدق الله العظيم
أتمنى لو
كان طول العام رمضان ، لكنني قررت ، بإذنك يا رب الكون ، لن أكرر خطيئتي ، وأتخلى
عن القرآن