جهل , وقذارة , وتخلف , وعهر !
هكذا بات حال وطني !

ويطالبونني بحبك يا وطن !
لست مثالية الى هذا الحد , حتى أحب بقعة من
الارض الواسعة , لا أحصل فيها حتى على أدنى متطلباتي وأمنياتي !
كرهت الثرثرة والتهجم وتخوين الغير ! كرهت
السباب والشتام والكلام القذر المرير , كرهت انحطاطك يا وطني !
حتى عند بوحي لهذه المشاعر , انا في حد ذاتي
أجدني أثرثر وأتهجم وأُخَوِّن ! أثرثر عن اولئك الذين يتكاثرون حيث أعيش ! أتهجم
على سخافتهم وقبح ألسنتهم , أقوم بتخوينهم كنتيجة مسلَّم بها ّ
كرهت سفاهة أبناء وبنات وطني , الشهوات
والسطحية والقشور ! أكاد أتقيء كلما أتذكر ما أراه من صنيعهم , وهم يستمرون بذلك
بكل حبور !
لا أصدق ! لا أستوعب سخفك يا وطني !
لا تلمني وتقول !
تظلمينني فما شأني وشأن سكاني ! أجيبك وأقول
حجتك يا وطني هراء , فما تكون بدون هؤلاء
الاوغاد الذين يملؤون طرقاتك وأزقتك !
بقعة أرض تسكنها الطيور !
هذا في حالة سـَلـِمت الطيور !
أريد فقط الرحيل , بات حلمي على أرضك , أن أرى
في بلاد غيرك النور !
أريد هواءا نقيا , أريد بهجة وسرور , أريد
الصلاة في مسجد , لا يسيطر على منابره قلوب امتلأت بالديجور , أريد زيارة الحدائق
والزهور!
اريد الابتسامة تشع سواء اتفقنا أو اختلفنا في
فهم وتقرير الأمور
أريد أن أحيا في بلد , يدركون المعنى الأسمى
للديانة التي يعتنقونها , بهتمون باللب وليس القشور !
أريد رؤية الإيمان في الأزقة وفوق الجسور
الاحترام , والنظافة , وحسن الخلق , وتطبيق
وصايا وأخلاق الرسول
أريد الرحيل عنك يا وطني , إلى بقعة من الارض
تحوي على النور