" عندما أشعر بالحزن لمن أشكو ومع من يفترض بي أن اتحدث حينها بصفتي " حزينة
لا أدّعي الوحدة أو ما شابه ، ولا أدّعي أنني مظلومة من قبل أصدقائي
وما إلى ذلك ، على العكس
الأمر يكمن فيّ على وجه الخصوص ، أحب الأصدقاء ، الأهل ، صحيح لا
ألتقي مع الجميع إلا نادرا ، مثلا في أيام الدراسة ، باستثناء عائلتي طبعا التي
أحيا معها تحت سقف واحد ، أنا حقا لا أتقابل مع الناس
هذا الأمر لا يزعجني ، على العكس ، إنه يريحني ، أنا أحب هذا ، أو
هكذا اعتدت
سعادتي في الأيام الاعتيادية ، مرحي ، حماستي ، كل تلك المشاعر
الحيوية والجميلة ، تنتابني في الأوقات التي يصفها أغلب البشر بــ " الوحدة
" ولكن هل هي حقا وحدة ؟
أنا لا أعتقد ذلك ، ولا أصنفها كذلك ، ربما لأن التفاعل المهم الذي
أهتم به وأعول عليه ، هو تفاعلي مع نفسي
لذلك أشعر بالوحدة عندما يقل تفاعلي مع ذاتي ، وكأنني الآن اقتربت من
حل أمر ما ، ألهذا السبب لا ألجأ لأصدقائي عادة عندما أشعر بالحزن ؟
ينتابني شعور غريب ، لماذا أحزن ؟ عندما لا يكون السبب واضحا وجليا ،
ولماذا هذا الحزن يجعل قلبي ثقيلا على هذا النحو
أنا حقا ، أكره الحزن
لا أحب أن احزن
أحب أن أتقوى بالابتسامة ، المرح هو القاعدة الأولى بالنسبة لي
وكذا البهجة
ولذلك ولهذا السبب عندما أسقط وأحزن
يكون حزني مضاعفا ، الأول أنني حزينة ، الثاني أنني شعرت بشعور أكره
الوقوع فيه وأتحاشاه بكل ما أوتيت من قوة
إنها دقائق وربما ساعات ، قد تطول لتضحى يوما
ولكن هذا الحزن سيتلاشى
من تخالني أيها الحزن ؟
ها ؟
من تعتقدني حتى تتوقع أنك ستطوقني بذراعيك الخشنتين
معرقلا أنفاسي الحالمة
أوه لا ، المعذرة يا سيد حزن
فأنت لن تتمكن مني ، ولا سبيل لك عليّ
أتعلم لماذا ؟ حسنا سأخبرك
لأن خالق الكون الرحيم ، يحميني ويبعدك عني
أجل يبعدك عني ، حتى ولو حصل وتمكنت مني
فأنت لن تبقى طويلا
ستتلاشى
ستُطرد
لتعود ابتسامتي المشرقة
وأجد حلولا
أجل
سأجد حلولا مرضية وانطلق من حيث توقفت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق